الأثر النفسي للتحفيز والتشجيع

25-03-2023
حكيم نيوز
د. فايز ابو حميدان

 السقوط والنهوض الكبوات والصعوبات أمور طبيعية وعادية في الحياة ولكن التعامل معها من الناحية النفسية والعملية والاجتماعية والشخصية تختلف من شخص الى أخر ومن ثقافة الى أخرى وكذلك من دولة الى أخرى، ففشل وانهيار بعض المشاريع الاقتصادية او الشخصية لا يعني زوالها او استسلام أصحابها بل العكس ففي كل مصيبة أو فشل توجد فرص وهذه الفرص تصنع نجاحات كبيرة ومميزة، هذا لا ينطبق على الجانب الاقتصادي فحسب بل على الجانب الاجتماعي والشخصي أيضاً سواءً كان ذلك نتيجةً لفشل علاقة اجتماعية أو زوجية أو الإصابة بمرض عضال، فالتحفيز والامل يعد من أهم عوامل النهوض والاستمرار في الحياة، فالمتفائلون يشفون من الامراض بسرعة والمتفائلون يجدون شريك الحياة بسهولة أكبر ويتجاوزون الخبرات السيئة في الحياة بسلاسة، أما المتشائمون فهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية والجلطات القلبية والدماغية والسكري وغير ذلك.

ان بعض الإخفاقات في الحياة أمر طبيعي ولكن كيف نقوم بتقييم الأمور وكيف نضع الحلول والاهداف هو الشيء الأكثر أهمية الى جانب إيجاد حلول استراتيجية طويلة الأمد والتي تعتبر مفتاح تجاوز معظم العقبات. أفضل مثال على ذلك هو كيفية التعامل مع مرض السكري فالأشخاص الذين يُقيّمون أوضاعهم بشكل صحيح ويضعون الخطط الغذائية ويلتزمون بالتعليمات الطبية ويُجرون الفحوصات اللازمة يشفون بسرعة وتكون مضاعفات هذا المرض لديهم قليلة ويعيشون فترة زمنية أطول من الاخرين. فالأهداف طويلة المدى أهم بكثير من الأهداف الحالية فمثلاً ان نقول سنهتم بصحتنا يختلف كثيراً لو قلنا نريد أن نصبح مسنين بصحة جيدة.

التذمر شيء سلبي ويدعوا الى التشاؤم ويُعمّق الشعور بالفشل بل هو دافع لإيقاف الامل والتطور ويوقف الامكانية للتحفيز والتشجيع للنفس وللأخرين.

اما الثقة الصحيحة بالنفس وحب الذات واحترامها تعد من العوامل الإيجابية للتحفيز والتفاؤل واستمرار التفاعل مع الحياة وديمومة الإنتاجية وتحقيق الإنجازات، يضاف الى ذلك ممارسة الرياضة والهوايات والنشاطات التي تعيد الحيوية للجسم وتُضفي نوع من الراحة والسكينة الداخلية في نفس الانسان، بالإضافة الى ضرورة القيام بتوجيه الاهتمامات نحو أمور تجرف السلبية بعيداً وتخفف من ضغوط الحياة اليومية وتمُّدنا بالطاقة الإيجابية اللازمة للاستمتاع بالحياة، كتعزيز غريزة حب الطبيعة وذلك عبر اقتناء النباتات والاهتمام بها، والتعرف على الحيوانات الغريبة وصفاتها ومميزتها وأماكن تواجدها، الى جانب التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى وعاداتها وتقاليدها ونشر هذه المعرفة للآخرين. فكلما كانت النظرة إيجابية للأمور الحياتية تصبح الحياة سهلة وميسرة وتهون بذلك كل الصعوبات والضغوط التي نواجهها، مما يجعلنا وبشكل لا ارادي وغير مباشر نصب كل اهتماماتنا نحو صناعة النجاح والسعادة، ونتجاوز الأمور السيئة والفشل والخسارة مهما كانت، ونعزز بداخلنا الرضا والقناعة والثقة بالله بأن القادم هو الأجمل وأن كل المنغصات التي قد تحدث في هذه الحياة تحمل في طياتها الخير الكثير رغم ما تبدو عليه من سوء.

Hakeem-Ads