ضــعــف السمـع

20-05-2023
حكيم نيوز
د. فايز ابو حميدان

 يعتبر ضعف السمع أحد أهم المشاكل الصحية واسعة الانتشار حول العالم وأكثرها شيوعاً وخاصة لدى كبار السن فهي مرتبطة ارتباط وثيق مع مسألة التقدم في السن (الشيخوخة)، هذا وتُقدَّر نسبة الإصابة بضعف السمع في بعض الدول بحوالي 18-20% من السكان، وتعزى الأسباب في ذلك إلى عدة عوامل مختلفة أهمها التقدم في السن والذي يبدأ بعد سن 50 عاماً، فمن المعروف بأن الخلايا السمعية تضعف او تفقد إمكانية العمل بشكل كلي أو جزئي في أذن واحدة أو اثنتين تدريجياً مع التقدم بالعمر، كما ان المريض قد لا يلاحظ ذلك بنفسه بل ان الأشخاص المحيطين به هم من ينبهونه لضعف سمعه كونه لا يتفاعل معهم بشكل طبيعي، وعادةً يكون صوته جهوراً اكثر من المعتاد فهو يتحدث بصوت مرتفع كونه يعتقد بأن الاخرين لا يسمعونه وهذا تفاعل طبيعي.

فعلى الرغم من عدم تأثير مشكلة ضعف السمع على الصحة الجسدية بشكل كبير إلا ان حدوثها ليس بالأمر السهل، فقد يترتب عليها الكثير من العواقب الاجتماعية والنفسية الوخيمة والتي تنعكس بصورة سلبية على حياة الشخص المصاب بها وتؤثر على الجانب الاجتماعي والنفسي في حياته بشكل كبير جداً، فنجده أصيب بحالة من الاكتئاب والقلق والضغط النفسي نتيجة شعوره بالنقص والإهمال من قبل الاخرين، لذا يميل غالبــــاً للعزلة والانطوائية لعدم تمكنه من المشاركة الفعالة في حياته اليومية وممارسة أنشطته الحياتية المختلفة على نحو طبيعي.
عند مراجعة الطبيب المختص يتم التأكد اولاً بأن طبلة الاذن طبيعية وغير مثقوبة، وعدم وجود عوائق او مشاكل في الاذن الداخلية والوسطى والخارجية، ومن ثم قياس إمكانية السمع بواسطة جهاز (Audiometer) لقياس قوة أو ضعف السمع، وفي حال عدم وجود معوقات لدى كبار السن يتم تركيب جهاز على الاذن لتحسين أداء السمع لديهم وليتم التواصل مع الآخرين بشكل أفضل، كما وينصح بالمواظبة على استخدام جهاز السمع بشكل دائم والتعود عليه، لان التأخير وعدم الانتظام في استخدامه سوف يؤدي إلى تفاقم الأمور سوءاً وبالتالي تعقيد مسألة العلاج.
ان مسألة التقدم في السن ليست وحدها العامل الحاسم في الإصابة بضعف السمع، ولا تقتصر على كبار السن أيضاً، بل ان مشاكل الاذن الوسطى كالالتهابات او الحوادث قد تؤدي الى انخفاض إمكانية السمع، بالإضافة الى الإصابة ببعض الامراض مثل امراض الحساسية والمناعة والأمراض الوراثية التي قد تؤدي الى فقدان حاسة السمع أحياناً، وهنا يمكن علاج معظم هذه الحالات جراحياً واستعادة قدرة المريض على السمع بشكل طبيعي.
كما ان تجمع بعض السوائل في الاذن الوسطى نتيجةً لعوامل مختلفة قد يؤدي الى ضعف أو انعدام إمكانية السمع، والذي قد يكون عادةً نتيجة الإصابة بالتهاب حاد كالإنفلونزا، وفي هذه الحالة يتم التخلص من هذه السوائل بسهولة بواسطة تقنيات مختلفة يستخدمها الطبيب المعالج، إذ يمكن بعدها إعادة حاسة السمع الى حالتها الطبيعية.
ومن العوامل الأخرى التي قد تؤدي الى صعوبة السمع وخاصة لدى الأطفال هو وجود الزوائد اللحمية في الانف وهنا يلجأ الطبيب إلى ازالتها بواسطة عملية جراحية مما يمكنهم من السمع بشكل سليم، و أود التأكيد هنا على ضرورة علاج الأطفال بأسرع وقت ممكن، وذلك لان التطور اللغوي لديهم وإمكانية النطق مرتبط بشكل كبير مع حاسة السمع، فضعف القدرة السمعية لديهم يؤدي غالباً إلى تراجع عملية التعلم والنطق واكتساب اللغة، وهناك فحوصات مبكرة تسمى الاستجابة الدماغية السمعية يمكن اجراؤها للتعرف على قدرتهم السمعية واكتشاف أي خلل في لديهم مبكــراً.

Hakeem-Ads