طرق الخداع والاحتيال التي تتبعها الخلايا السرطانية

 الحرب الدائرة بين الطب والسرطان لم تنتهي بعد، فعلى الرغم من نجاح العلوم الطبية في إيجاد حلول تساعد في الكشف المبكر عن بعض أنواع السرطانان وعلاجها إلا ان هناك أنواع أخرى تستطيع الإفلات من كل الطرق العلاجية وذلك عبر قيام الخلايا السرطانية باتباع حِيَل في مقاومة طرق العلاج، واهم هذه الاساليب هو إمكانية هذه الخلايا تغيير صفاتها الوراثية المتواجدة في الحمض النوويDNA  وهو ما يسمى الطفرة Mutation. فالخلايا السرطانية تمتلك حمض نووي ركيك يتم خلاله إحداث تغيير على الجينات لما تتطلبه حاجة الخلية لحماية نفسها من العلاجات الكيمياوية والاشعاعية.
ان التعرف على السرطان يتم عادة بالتشخيص السريري او الاشعاعي أو بواسطة اساليب أخرى أهمها اخذ خزعة من النسيج الجسماني من المنطقة التي يشتبه بوجود السرطان فيها لفحصها من خلال الميكروسكوب في مختبرات الانسجة ويتم التعرف أيضاً على نوعية هذه الخلايا، كما ويتم بعد ذلك البدء بالعلاج الجراحي والكيماوي والهرموني والاشعاعي، وهذا ينجح في بعض أنواع السرطان ولكنه يخفق عند أنواع سرطانية أخرى، ويعود السبب في ذلك الى انتباه الخلايا السرطانية لهذه العلاجات واتخاذها مساراً اخراً في تكاثرها ناتج عن حدوث تغيرات جينية في حامضها النووي مما يعطيها المناعة اللازمة لمقاومة هذه العلاجات، وهذا يتجلى في كثير من أنواع السرطانات كسرطان الرئة والبروستاتا.
ان العقبات والصعوبات العلاجية تبدأ عند أخذ العينة النسيجية وبعد ذلك عند البدء بالعلاج والذي يتطلب أيضاً أخذ عينات أخرى من مناطق مختلفة لمعرفة استجابة الجسم وفعالية العلاج ونتائجه وهذا يُشكّل معضلة أخرى ومعاناة كبيرة للمرضى، لذا نجد عدد من العلماء في دول مختلفة يقومون باتباع أسلوب جديد في هذه الحالات وهو أخذ عينة دم والبحث عن الخلايا المختلفة في دم الانسان وتحليل حامضها النووي ومعرفة التغيرات التي حدثت بعد البدء في العلاج، واختيار العلاج المناسب للخلايا الجديدة وإيقاف العلاج السابق اذا لم يعد هناك ضرورة لإعطائه. فهذه الطرق الجديد تتطلب تطوير المعرفة في علوم البيولوجيا الخلوية وادراجها كطرق تشخيصية لمعرفة التغيرات الخلوية على انسجة السرطان، وبهذا تصبح عينات الدم المكان الأول للبحث عن الخلايا السرطانية، وربما يتم تطوير طرق الوقاية أكثر مما سيساعد على الاكتشاف المبكر للسرطان والذي يزيد فرص نجاح العلاج بشكل أفضل.