تنحني الركبة أكثر من 330 مليون مرة في حياة الإنسان وتستطيع ان تحمل 1.5 طن مرة واحدة، فهي من أهم أعضاء الجسم وأكثرها تعرضاً للإصابة بالأمراض وخاصة مع تقدم العمر، فالركبة لا تهرم من كثرة الاستخدام فقط ولكنها تتأثر بالحوادث اليومية والحوادث الرياضية والإصابة ببعض الأمراض بالإضافة إلى التقدم بالسن.
إن الآم الركبة باتت من الأمراض الشائعة والمتكررة لدى الكثير من الناس كعدم القدرة على ثني الركبة أو الشعور بألم أثناء المشي أو الحركة أو حتى أثناء الجلوس أو النوم عند بعضهم، فهي بذلك تزعجهم وتؤثر على حياتهم اليومية بشكل كبير، وعلى الرغم من ارتباطها الوثيق بعامل التقدم في السن والشيخوخة نتيجة ضعف بنية العظام إلا انها لا تقتصر على ذلك فحسب بل ترتبط بعوامل أخرى كزيادة الوزن الذي يزيد من الضغط على الركبة وبالتالي يتسبب باحتكاكها وينتج عنه الألم، يضاف الى ذلك ارتباطها بالإرهاق والإجهاد المتكرر للركبة الناتج عن كثرة الحركة او ممارسة رياضة عنيفة والتي قد تتسبب أيضاً بحدوث إصابات بالركبة كالكسور او قطع الاربطة.
تعد الركبة اهم واكبر مفصل حركي في جسم الإنسان يفصل بين الفخذ والساق، ومكون من نظام ميكانيكي مميز مؤلف من العظام والغضاريف والعضلات والروابط التي تتناغم في العمل مع بعضها البعض لإتمام وظيفتها بشكل سليم، ولكن أكثر الأمراض التي تصيب هذا النظام الميكانيكي هو تآكل الغضروف أو ما هو معروف بخشونة الركبة (Osteoarthritis) والذي يُعتقد بأنه وراثي، كما وتلعب التغذية وبعض العادات الخاطئة التي يمارسها الانسان دوراً حاسماً في نشوئه، فالغضروف هو تركيب نسيجي خاص يخلو من الأوردة والشرايين ووظيفته الأساسية حماية العظام من التآكل وضمان استمرارية وسهولة حركة الركبة والمفاصل، لذا فإن تآكله يؤدي إلى نشوء أوجاع كثيرة وصعوبة في المشي، هذا وقد ويؤدي أحياناً إلى التوقف التام عن الحركة الأمر والذي يحدث عادةً في سن متأخر.
وهناك طرق عديدة لعلاج أمراض الركبة أهمها العلاج الطبيعي وتزويد المريض بعقاقير مسكنة لتخفيف الأوجاع هذا وقد يلجأ بعض الأطباء إلى اجراء عمليات جراحية عبر التنظير أو العلاج بالخلايا الجذعية أو نقل غضاريف من أماكن أخرى كالأنف مثلاً أو عمليات أخرى من أجل إزالة أسباب الخلل، وقد تصل الأمور في بعض الحالات الحرجة إلى تزويد المريض بركبة اصطناعية والتي أصبحت عملية روتينية يتم اجرائها بشكل كبير ويمكن بقائها في الجسم 20 سنة قبل تغييرها. وهناك طرق حديثة جداً ومبتكرة يتم من خلالها اختيار الركبة الصناعية بواسطة التكنولوجيا الرقمية، ويمكن اجرائها في جميع الأعمار وخاصة لدى كبار السن، هذا وتُقدّر نسبة فشل هذه العملية أو عدم الحصول على نتائج جيدة بنسبة لا تزيد عن 20%.
Comments